العسل تعريف : هو المادة الصافية التي تخرجها النحل من بطونها ، ويُعرف ـ علمياً ـ بأنه : مادة حلوة ينتجها النحل من عناصر سكَّرية تفرزها أزهار بعض النباتات ، فيمتصها النحل ويصنعها في جسمه ، ويخرجها سائلاً يضعه في ثُقْب مهيّأة يصنعها من الشمــع تسمى ( النَّخاريب ) تعدها النحل لتمجّ العسل فيها ، وتسترها بغطاء رقيق من الشمع ، ولذلك سمي العســـل (( مُجاج النحل )) وسميت النحل (( المُجج )) لأنها تمج العسل من أفواهها ، أي ترمي به . ـ العسل في اللغة العربية .. وفي اللغة العربية تستعمل أسماء عديدة للعسل يظن أنها مترادفة ، والصحيح أن لكل أسم معنى يشير إلى خصائصه وصفاته . فكلمة العَسَل تعني : الصافي مما تخرجه النحل من بطونها . وكلمة ( الشَّهِد ، الشُّهد ) تعني : العسل المختلط ما دام لم يعصر من شمعه . وكلمة ( الضّرَب ) تطلق على : العسل الأبيض الغليظ . وكلمة ( الذَّوْب ) تطلق على : العسل الخالص من أية شائبة . وكلمة : ( الأَرْي ) تطلق على : عمل النحل ( وهو صنع العسل وإخراجه ) ، كما تطلق على العسل نفسه . ويطلق على العسل أيضا : ( رحيق النحل ) أي الصافي والخالص من منتوج النحل . والعرب ـ في لغتها ـ تُذَكِّر لفظ العسل وتُؤنِّثه ، وكان التأنيث أكثر في الشعر القديم ، أما التذكير فلغة معروفة ومتداولة أكثر في العصور الحديثة . تجمع كلمة ( العسل ) على : أَعْسَال ، عُسُل ، عُسُول ، عُسْلان . وعسل النحل هو المنفرد بالاسم دون ما سواه من الحلو المسمى به على التشبيه ؛ فإذا قيل العسل ، ذهب الذهن رأساً إلى عسل النحل ، أما إذا أريد غيره من الحلو فلا بد من ذكر النوع ، مثل : عسل الرُّطب ، عسل التمر ( أي الدبس بالعامية ) ، عسل قصب السكر . والمعروف عند العرب أنها تسمي كل ما تستحليه (عسلاً) سواء أكان من المأكولات أم غيرها . ـ تاريخ العسل مع الإنسان تعود معرفة الإنسان إلى أقدم العصور ، وربما يكون قد عرفه منذ وجد على سطح الارض لما في العسل من مغريات تجذبه إلى تذوقه واستعماله . وأقدم الكتب التي تحدثنا عن العسل يعود إلى ما قبل ثلاثة الآف سنة قبل ميلاد المسيح ، فهي منقوشة على آثار فرعونية تشير إلى اشتيار الانسان العسل من خلايا النحل ، كما وجدت مقادير من العسل في مقابر فرعونية ، لم تفسد ، وإنما تحوّل لونها ـ فقط ـ إلى لون كامد مسود ، وعثر على ملاعق في برميل عليها آثار العسل من أيام الفراعنة ، والمعروف أن الفراعنة كانوا يحنطون جثث موتاهم بالعسل وكان الرومانيوم واليونانيون يستعملون العسل لحفظ اللحم . والرياضي اليوناني ( فيثاغوراس ) نصح تلاميذه بأن يتغذوا بالعسل والخبز . وبإيجاز : إن الشعوب كلها عرفت للعسل قيمته ، وجميع الأديان أوصت بتناول العسل . ـ العسل عند العرب : ـ عرف العرب العسل والنحل منذ زمن بعيد ، وفي العصر الإسلامي ورد ذكر النحل في القرآن الكريم في سورة النحل ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ) آية 68 ( ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) آية 69 ) . ورويت عن النبي محمد ( ص ) عدة أحاديث عن العسل ، منها : ـ نْعم الشرابُ العسلُ ، يرعى القلب ويُهبُ بردَ الصدرِ . ـ إن كان في شيء من أدويتكمُ خيرٌ ، ففي : شرطة ـ محجمٍ ، أو شرْبةِ عَسلٍ ، أو لذعةٍ بنار تُوافق الدواءَ ، وما أُحِبّ أن أكتوي . ـ عليكم بالشفاءَين : العسلِ والقُرآن . ـ من لعق من العسل ثلاث غدواتٍ كلَّ شهرٍ ، لم يُصبُــه عظيم البلاءٍ ، (( الغدوة : أي النهار )) . وروي : أن النبي ( محمد ) صلى الله عليه وآله وسلم كان يشربُ العسل على الريق . كيف يصنع النحل العسل : تنطلق النحلة ( العاملة ) من خليتها التي بنتها مع زميلاتها بمهارة هندسية عجيبة أو من الوكر ـ في شجرة أو صخرة ـ الذي أتخذه النحل مأوى له ، وذلك مع إشراقة النهار الأولى ، فتمر في طريقها بكل زهرة أو نبته ـ تصادفها ، فتمتص من رحيقها ( المادة الحلوة الموجودة فيـها ) الذي تقدمه لها بسخاء ، وبدون ممانعة ، لأن التعامل بينهما يقوم على أخذ وعطاء .. تأخذ النحلة الرحيق ، وتعطي النبتة عملية التلقيح .. وهذا الرحيق يكون ـ في البدء سائلاً مائياً سكرياً رقيقاً جداً ، وهو يختلف في مواده بين زهرة وأخرى ، والنحلة تعرف ذلك تماماً ، فتقصد الزهرة ـ أو النبته ـ التي تعطيها المواد الأفضل ، ويقدر ما تحمله في كل رحلة من رحلاتها اليومية البالغة ستين رحلة ـ بنقطة صغيرة ، ويبلغ مجموع ما تجمعه في اليوم عشرة غرامات من العسل زارت لأجلها زهرات ونبتات يتراوح عددها بين 500 إلى 1100 زهرة . تجمع النحلة الرحيق الذي تمتصه في (( كيس العسل )) الموجود في جسمها ، وفي هذا الكيس خمائر وعصارات تحوّل السكر العادي إلى سكر بسيط ، وبذلك يتغير الرحيق إلى عسل غير ناضج ، كما تجري تحولات أخرى معقدة ، يجري هذا كله خلال طيران النحلة بين الزهور والنباتات ، وخلال عودتها إلى الخلية . وعند الخلية تسلم النحلة العاملة ما حملته إلى زميلة أخرى تنتظرها وتعود هي إلى الجني ، أو يقنع حملــهــا فـــي عـــين من عيون قرص الشمع . وفي هذه المرحلة يمـر ( العسل غير الناضج ) في طريق طويل قبل أن يصبح ناضجاً وتغلق العين بالشمع عليه ، ليأخذ شكله النهائي . إن الجهد الذي يبذله النحل لملء قرص واحد بالعسل يقتضيه قطع مسافة تزيد على ثلاثين مليون كيلو متر قام خلالها بأربعين ألف رحلة ذهاباً وغياباً ، وكيلو العسل يحتاج إلى عمل 300 نحلة تقوم بأربعين ألف سفرة !!! صفات العسل وطرق غشه : تختلف صفات العسل باختلاف البلاد الآتي منها ن والفصول ، ونوع النحل ، والنباتات التي يطوف عليها ، وأحبها إليه : البرسم ، والزيزفون ، والنعناع ، وأكثر أشجار الحمضيات . إن العسل النقي سائل صاف ، وهو حلو مقبول ورائحته عطرية ،والأسمر طعمه حِريّف ورائحته غير مقبولة . وأجودهم للأكل الأبيض الصافي ، أو الأزرق الصافي الخالي من الحدة والحرفة وكراهة الرائحة ، وأما المر الأحمر الثخين المتقطع والأسود واليابس فرديء كالعتيق . وأجوده الربيهي ، ثم الصيفي ، وأردأه الشتوي . يباع العسل مصفى وبشهده ، ويندر أن يكون المصفى غير مغشوش بمــادة الغلـوكوز ( سكر العنب ) الذي يباع بأقل من نصف قيمة السكر . ويغــش العسل بالدقـيـق المحمـص ، ويعـرف بواسطة ( الكحول ) الضعيف حيث لا يرسب فيه ، كما يغش بالنشا أو الدقيق غير المحمص ، فيزيل منه خاصة سيولته بالحرارة وعدم ذوبانه بالماء البارد ، ويكتسب اللون الأزرق بمادة اليود ؛ وبذلك يعرف هذا الغش . كان العسل يستعمل عند القدماء بمنزلة السكر ، فكان قاعدة لشرابهم ولا يزال حتى الآن عند بعض الأقوام ، كما يحضِّر بعضهم منه سائلاً كحولياً . ويمكن حفظ العسل زمناً طويلاً إذا أذيب وأصبح سائلاً ، وإذا وضع في وعاء من البلور ( الزجاج ) ، أو الفخار ، أو البورسلان ، وفي مكان بعيد عن الهواء والنور . قيمة العسل الغذائية : وصف العسل بأنه غذاء منشط جداً ، وهو يعطي ( 300 ) سعره حرارية في كل 100 غرام ، وهو غذاء ذو قيمة كبيرة بحجم صغير . والكيلو الواحد منه يعادل في تغذيته خمسة كيلوات من الحليب ، أو 26 موزة ، أو 60 برتقاله ، أو 50 بيضة ، أو11.750 كيلو غرام من لحم العجل ، أو 12 كيلو من الخضراوات والمواد السكرية الموجودة فيه هي سكاكر سهلة الهضم ، وهو يقدم لعضلات الجسم نشاطاً سريعاً وقوياً . ويقول عنه الدكتور ( كارتون ) : إنه غذائي حيوي ، معدني معطر ، ذو خمائر مفيدة للهضم ، وعطره يفتح الشهية ، وما فيه من الحديد يكافح فقر الدم ، والفسفور فيه ينشط الخلايا الدماغية . وفيتامينات ( أ ، ب ، ج ) فيه تجعله غذاء ناجحاً لتغذية العضلات وإنمائها وحمايتها . وقد أشادت الدكتورة ( بربارا كارتلاند ) في كتابها ( سحر العسل ) بفوائد العسل ، ونصحت لمدراء الشركات بأن يقدموا لعمالهم وجبة كل صباح فيها مقدار كاف من العسل ، فإن يضاعف نشاطهم ويزيد إنتاجهم ، وأشارت في كتابها إلى أن المسلمين كانوا أول من عرف قيمة غذاء العسل وفوائده العلاجية بفضل ما ذكره قرآنهم عنه . ووصف العسل بأنه سريع الهضم والتمثل في الجسم ، لأنه سبق أن هضم في معد النحل ، ولأنه لا يتعب الكبد كما تتعبها النشويات والسكاكر التجارية . والعسل غذاء مركز يتمثل في الجسم بسهولة ، ويمنحه الدفء والحركة والنشاط ، وينفع في مداواة علل كثيرة ، وخصوصاً في أمراض الرئة والحلق والمثانة ، وهو ملطِّف ومسهل خفيف. إن العناصر المغذية في العسل تؤلف 80% من تركيبه ، وقيمته الغذائية تفوق أنواع السكاكر والحلويات والمربيات والزبدة . وهو يحوي عناصر شافية مستخلصة من الزخور والنباتات وتتضمن قوة حيوية عظيمة لا تفسد بسهولة ، كما هو شأن بقية المنتوجات الطبيعية . رأي الأطباء العرب : وفي الطب الحديث تبين من تحليل العسل أنه يحوي عناصر ثمينة كثيرة ، أهمها السكاكر ـ التي أكتشف منها حتى الآن نحو ( 15 ) نوعا فقط ، والبروتين ، والمعادن ( الحديد ، النحاس ، الكبريت ، البوتاسيوم ، المنغنيز ، الفوسفور ، الكلور ، الصوديوم ، الكلسيوم ، السليكيا ، السيليكون ، المنغنيزيوم ) ، وفيتامينات ( ب1 ، ب2 ، ب5 ، ب6 ، ج ) ، والخمائر ، والنتروجين ، والحوامض ، والزيوت الثيرية ، والمواد القطرانية . وفي الطب الحديث تبين من تحليل العسل أنه يحوي عناصر ثمينة كثيرة ، أهمها السكاكر ـ التي أكتشف منها حتى الآن نحو ( 15 ) نوعا فقط ، والبروتين ، والمعادن ( الحديد ، النحاس ، الكبريت ، البوتاسيوم ، المنغنيز ، الفوسفور ، الكلور ، الصوديوم ، الكلسيوم ، السليكيا ، السيليكون ، المنغنيزيوم ) ، وفيتامينات ( ب1 ، ب2 ، ب5 ، ب6 ، ج ) ، والخمائر ، والنتروجين ، والحوامض ، والزيوت الثيرية ، والمواد القطرانية . وهنا نسرد بعض أقوال كبار الأطباء في العالم اليوم عن فؤاد العسل : - قال الطبيب الشهير الدكتور جافس Dr.Jarvis في كتابه طب الشعوب : - ( إن التجربة المحققة قد أثبتت أن البكتريا لا تعيش في العسل ؛ لا حتوائه على مادة البوتاس ، وهي تحرم البكتريا الرطوبة التي هي مادة حياتها . ) ويقول : لقد وضع الدكتور ( ساكيت ) استاذ البكتيريا في كلية الزراعة فـي ( فورت كولنز ) أنواعاً من جراثيم الأمراض في قوارير مملوءه بالعسل الصرف ، فماتت جراثيم التيفوئيد بعد ثمان وأربعين ساعة ، وما تت جراثيم النزلات الصدرية في اليوم الرابع ، وجراثيم الزنتارية بعد عشر ساعات ، وجراثيم أخرى بعد خمس ساعات . وأثبتت تجارب أجريت في ( معهد باستور ) بفرنسا : أن العسل مُعقِّم ، ومضاد للفساد ، وأن أي جرثوم لا يستطيع أن يعيش فيه طويلاً ، لأن درجة تركيزه تجذب الماء من أجسام الجراثيم فتبددها . وتبين من أبحاث جرثومية أجراها أطباء وعلماء كبار في روسيا أن العسل لا يفسد ولا يتعفن إذا كان في وعاء مفتوح ، لأن فيه مادة لا تمكن الجراثيم أو الفطور التي يأتي بها الهواء أن تنمو ف يالعسل ، وأن العَصَويَّات التيفية لا تعيش فيه أكثر من 48 ساعة ، والزحارية تموت خلال 10 ساعات ، وعصيات السل يوقف تكاثرها . فوائد العسل في العلاج : وصف العسل ـ نتيجة أبحاث طويلة ودقيقة ـ بأنه ذو تأثير مدهش في بناء جسم الطفل إذا خلط بلبن المرضعة أو غيره ، فهو يقوي الرضيع ، ويساعده على النمو ، ويطهر جسمه ، ويسهل وظائف أعضائه . وثبتت فائدة العسل في معالجة الجروح المتقيحة ، والتقرحات الجلدية ، والتهاب الغدد العرقية ، والعظم والنّفْي ، والحروق ، وذلك بدهنها بالعسل ، وعولجت الدمامل والحميرة والخبيثة بدهنها بالعسل عدة مرات في اليوم بعد تشطيب المكان المصاب ليدخل العسل إلى مكان الداء . ويوصف العسل اليوم كأحسن علاج لحفظ حيوية الجلد ، ونضارة الوجه ، وقوة الشعر وجماله ولمعانه . يفيد العسل ـ خاصة ـ المفكرين ، وكبار السن الضعفاء ، والأطفال الرُّضع ، وفي مرض البلاغرا المتصف بخشونة الجلد أو الاضطرابات الهضمية والعصبية . وهو يثبت الكلس في العظام ، ويحمي من الكُساح ونخر الأسنان ، وتقوس الساقين ، وينظم حركة التنفس ، ويفيد المصابين بأمراض الصدر ، ويلين ، ويلطف صعوبة البلع والسعال وجفاف الفم ، ويقي من فقر الدم . وهو ينفع الكبد والكليتين والالتهابات في المعدة ، والسل الرئوي ، وضيق النفس والنزلات الصدرية ، ويفيد في الأمراض التي تصيب الكليتين مصحوبة بالصديد ، كما يفيد في حالات سوء الهضم ، والقرحة في المعدة . والعسل منوِّم ومقو ، وذو فائدة عظيمة في الأمراض الباطنية ، وأمراض المسالك الهوائية وهو يلائم كل الأمزجة . وتحدث الطبيب ( جارفس ) عن مزايا المادة السكرية في العسل ، فقال : إنها لا تهيج جدران قناة الهضم ، وهي سريعة التمثيل ، وتتحول سريعاً إلى طاقة بدنية ، وهي مناسبة للمشتغلين بالألعاب الرياضية ، وهي من بين أنواع السكريات ـ أوفقها للكليتين ، وهي مهدئه ملطفة ومساعدة طبيعية لعملية الهضم . غذاء ملكة النحل : يطلق على أسم (( الشَّهد الملوكي )) على غذاء ملكة النحل ، وهو الإفراز الغددي الذي تخرجه صغيرات النحل من ريقها وغدد فمها ، وتغذي به ( ملكة النحل ) من ساعة تكوينها إلى يوم زوالها . والمعتقد أن هذا الغذاء العجيب هو الذي يجعل ( الملكة ) تعيش ستة أعوام ، بينما النحلة العادية لا تعيش أكثر من بضعة شهور ، وهناك شيء أهم هو أن الملكة لتبيض بضعة آلاف بيضة يومياً ـ ما يعادل ثقل جسمها ـ وهذا ما حمل العلماء على درس ( الشهد الملوكي ) درساً عميقاً وأن يجربوه كغذاء وعلاج ، ويحاولوا اكتشاف أسراره . وكانت أول حصيلة للدراسات الجديدة التي قام بها عدد كبير من الأطباء والاختصاصيين أن أعلنوا في سنة 1959م ، ( أن الشهد الملوكي يجب أن يعتبر غذاء ممتازاً ، مجدداً للحيوية ، ولا شيء غير ذلك ...) وعلى هذا ، اشترط أن يكون ما يؤخذ منه مقدار كاف يتراوح بين خمسة ، وعشرين ميليغراماً في اليوم . وذكرت تلك الدراسات أن ( الشهد الملكي ) يفقد خواصه الحيوية بعد ساعتين من خروجه من الخلية . وعلى هذا ، فإن الذين يقومـون بتربية النحل أخذوا يعملون لاستثمار هذا ( الكشف العجيب ) بطرق ووسائل توصل ( الشهد الملكي ) ـ في الوقت المحدد ـ إلى المحتاجين إليه من المرضى الراغبين في الشفاء ، والشيوخ الطامعين بالحياة الطويلة ، والنساء الساعيات وراء الجمال . وفور الإعلان عـن النتائج المشجعة التي أظهرت أن ( الشهد الملكي ) يحوي مجموعة من الفيتامينات والهرمونات المقوية والمنبهة ، وقد جرب على الحيوانات ، واستعملت للإنسان ـ كمقو ومجدد للغدد والأنسجة ـ فأعطى نتائج حسنة للضعفاء ومتعبي الأعصاب والغدد ـ سارعوا إلى اتباع الوسائل التي تكفل اخراج ( الدواء الثمين ) من الخلية وحفظه في حالات خاصة تضمن احتفاظه بخواصه المدة المحدودة له . وعلى هذا ، نرى الآن في المؤسسات الغذائية صناديق يحوي كل واحد منها ثلاث حقن صغيرة مملؤه بالعسل وثلاثة أنابيب من الشهد الملكي الثمين ، وكل واحد من الحقن يضاف إلى واحد من الأنابيب فيؤخذان لمدة ثمانية أيام ، وتكرر العملية ذاتها لاكتمال ثلاثة أسابيع ، وهكذا قيل إن الشهد الملكي اصبح يُثدَّم لطالبية حين يريدونه ، ويكون محتفظاً بخواصه العجيبة . وهكذا ، يعالج اليوم بالغذاء العجيب : الضعف والشيخوخه ، وتصلب الشرايين والشعور بالتعب وفقر الدم . ويجيب العلم : أن فاعلية ( الشهد الملكي ) تنقص تدريجياً مهما كانت طريقة حفظه جيده ، وكذلك تعاطية بطريق الفم يفقده كثيراً فاعليته بتأثير عصارات الهضم في محتوياته من الهرمونات الدقيقة التركيب ، ولا بد من صبر طويل ن وبحث دقيق حتى يمكن الوصول إلى اكتشاف ما خفي من أسراره وخواصة